مظاهرات في تل ابيب وحيفا قام بها الالاف من الإسرائيلين ومن بينهم أعضاء في حكومة الحرب في مؤشر على انهيارها مطالبين برحيل نتنياهو وإعادة الأسرى و المحتجزين في غزة ووقف إطلاق النار وبدأت هذه الاحتجاجات تتصاعد بصورة غير مسبوقة بعد مئة يوم من الحرب على قطاع غزة والتي فشلت فيها حكومة الحرب الإسرائيلية من تحقيق اياً من أهدافها المعلنة وتكبد فيها جيش الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ودفع الاقتصاد الإسرائيلي ثمناً باهظا وخسائر معلنة تجاوزت ٦٠ مليار دولار واصابت معظم القطاعات الحيوية بشلل كامل وسقطت صورة الجيش الذي لا يقهر وعرف العالم بأسره حقيقة هذا الكيان المحتل .
لم يستطع نتنياهو وحكومته اليمينية طوال مئة يوم من إعادة المحتجزين او تفكيك حركات المقاومة في قطاع غزة او تهجير سكانه ولا حتى توفير الأمان للإسرائليين وإعادة النازحين من غلاف غزة إلى بيوتهم ولا زالت صواريخ المقاومة تنهال على المدن الإسرائيلية بالرغم من كل ما فعله جيشه في قطاع غزة فقتل وجرح اكثر ثمانين الفاً من المدنيين الفلسطينيين اغلبهم من النساء والأطفال ودمر نصف منازل القطاع وقصف المستشفيات ومراكز الإيواء والمدارس والجامعات ودور العبادة في محاولة لجعل القطاع مكاناً لا يمكن لاحد العيش فيه وخنق القطاع فمنع المساعدات الإنسانية من الدخول وقطع امدادات الغذاء والدواء والوقود والكهرباء والمياه النظيفة في جريمة لم يشهدها العالم الحديث .
وبسبب تلك الجرائم مثلت إسرائيل امام محكمة العدل الدولية في لاهاي لأول مرة في تاريخها بعد الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا ودعمتها اكثر من ١٢ دولة حول العآلم ومن الواضح ان نتنياهو وفريق حكومته سيواجهون تهم الإبادة الجماعية وسيدفعون ثمن جرائمهم في قطاع غزة .
ومع توسع رقعة الصراع واشتعال جبهات لبنان واليمن والعراق واستهداف المصالح الأميركية والإسرائيلية في البحر الأحمر بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط لإنهاء الحرب على قطاع غزة حتى لا تتورط في حروب إقليمية في منطقة الشرق الأوسط تستنزف قدراتها العسكرية والاقتصادية وتخسر حلفاءها في المنطقة وهي على بعد اشهر من انتخابات الرئاسة الأمريكية وهناك جبهة أوكرانيا التي لا تريد خسارتها والتوترات في اسيا وتحديداً تايوان والأزمة القادمة .
الشعب الإسرائيلي لن يحتمل المزيد من الفشل والخسارات وسيعمل على إسقاط حكومة نتنياهو بحراك اشبه بالربيع العربي في اسرع وقت واستبداله بشخصية قادرة على توقيع اتفاق مع المقاومة الفلسطينية لوقف إطلاق النار والدخول في هدنة طويلة الأمد وتبادل الاسرى والانسحاب من قطاع غزة وفتح المعابر وتشكيل حكومة فلسطينية لادارة قطاع غزة من مختلف الفصائل الفلسطينية وإعادة إعمار القطاع.
منير دية
خبير اقتصادي